مدينة بلا شبكة
ابراهيم علي الفقيه
يستيقظ الشخص من النوم على صوت المنبه وأول ما يفعله هو أن ينظر إلى الرسائل على هاتفه، ثم يستعد للذهاب لعمله ويخرج من المنزل ولكن يتفاجأ بعدم عمل سيارته ويقرر طلب سيارة عبر أحد التطبيقات ويذهب إلى عمله، ويحاسب عبر التطبيق ويستلم سائق السيارة نقوده ويذهب إلى أن يستقبل طلبات أخرى ،وهو في منتصف الطريق يذهب لشراء كوب قهوة ويحاسب عبر نقاط البيع الإلكترونية، ويستلم صاحب محل القهوة النقود ويعطي موظفيها رواتبهم عن طريق التحويل البنكي عبر الشبكة ،ولكن أحد الموظفين لم يستطع سحب راتبه بسبب تعطيل حسابه البنكي ويذهب إلى البنك وأثناء دخوله يطلب منه حارس الأمن إبراز تطبيق توكلنا لكي يدخله وبعد انتهاء الحارس من عمله يذهب الحارس قبل الوصول لمنزله إلى مطعم لكي يشتري الغذاء لعائلته ،وعند وصوله للمطعم يستخدم هاتفه ليمسح الكود ويصل إلى منيو المطعم ويدفع حساب المطعم عبر نقاط البيع عبر الشبكة ويذهب إلى منزله، وبعد الغداء في وقت فراغه ويبدأ بمشاهدة فيلم عبر إحدى المنصات ويأتي ابنه الصغير للمشاهدة معه، ولكن يأمر ابنه لإتمام واجباته المدرسية قبل المشاهدة وذلك عن طريق منصة مدرستي عبر الشبكة وبعد إتمام واجباته تتأصل والدته لتأخذ أخبار أقاربها الذي يمكثون في مدينة أخرى .
وبعد قراءة هذه السلسلة العبثية من الأحداث وجدنا شي واحد فقط يربط كل هذه الأحداث ببعضها وهي "شبكة الإنترنت "التي تم عليها بناء يوم كل من هؤلاء الأشخاص فماذا لو لم يوجد إنترنت أو تغطية للشبكة ؟كيف سيعيشون هؤلاء الأشخاص لتسير عجلة التنمية في هذه المدينة ؟
والسؤال الأهم هل يوجد مدينة تخلو من الإنترنت وتغطية الشبكة ؟
الجواب: نعم
يوجد مدينة في مكان استراتيجي مهم في مملكتنا الحبيبة وهو على ساحل البحر الأحمر وتسمى مدينة "حلي "
التي ذكرها أشهر رحالة عربي ابن بطوطة في كتابه
(تحفة النظار في غرائب الأمصار)
بأنها المدينة الوحيدة التي تمنى أن يعيش فيها باقي حياته لم يتم احترامها في هذا الوقت الراهن ، الوقت الراهن الذي أصبحنا فيه من دول مجموعة الـ G 20 فتوجد مدينة لا يوجد بها نت يوجد بها أكثر من ١٥٠ ألف نسمة محرومين من الإنترنت
وقد تم رفع بلاغات كثيرة ولكن كان رد موظفي الفرع هو " أن الفنيين في إجارة " فإذا الفني في إجازة ليتمتع ويستجم من ضغط العمل فالمواطن في إجازة عن الحياة يقضيها في مصاعب الحياة والانعزال المجتمعي ومدينة ومركز القوز التابع لمحافظة القنفذة بالقرب من حلي يعانون من ضعف مخيف جداً حيث أنهم محرومين من أغلب تطبيقات التواصل الاجتماعي بسبب الضعف الكبير ورغم هذا الضعف إذا أرادوا أهالي حلي استعمال الإنترنت يقعون بالسيارة مسافة أكثر من ٣٥ كم للذهاب إلى مركز القوز فأصبحوا
" كالمستجير من النار بالرمضاء "